الأربعاء، 29 يونيو 2011

بن دحمان الشهري..


بـــــن د حـمـا ن

وهو شهري من تنومه وشاعر مشهور ويقال انه كان شيخ على قبيلته وله الكثير من القصائد ولكن لم نجد منها
الاماسنورده الان حيث انه لم يوجد من يكتب قصائده فنسيت ولم يصلنا الا القليل منها وحتى التي وصلتنا بعضها ليست
كامله
ومن أشعار ابن دحمان قصيده له في الحث على اقتناء الجنبية وجمعها جنابى وهو ما يحتزم به الرجال في كثير من أنحاء الجزيرةالعربيه  قديما.

ألا يا آل دحمان يا أولاد عمي

الأوساط غالوا لنا في شراها

فهي خير من ولد (ن)وابن عمه

ومن صولة(ن) بعد ورجي نباها

وفي هذه الأبيات يحث الشاعر على شراء الجنبيه لأن الرجل يحتزم بها في وسطه حتى وإن كان سعرها غالي، وهذا يدل
على أهميتها .
يقال ايضا انه عندما تقدم به العمر جمع ابناء قبيلته واراد ان يتنازل لاحدهم عن الشيخه حيث انه قد كبر سنه ورق عظمه
ولكنهم رفضوا وقالوا ان انت لم تعد تستطيع فستكون لأحد أبنائك واصروا على ذلك وكان له ثلاثة ابناء فأراد اختبارهم ومن سيكون منهم اولى بهذا الامر .
يقال انه بدأ بالإبن الأكبر وقال له أركب حصانك فركب الولد الحصان فقال له ماذا تقول:
فقال الولد:

انا  ابن  الفلان         إذا تعلويت الحصان
انا اخذ محقاتي بأقذال الرماح

فقال ابن دحمان :ونعم... انزل
ثم جاء للولد الثاني فقال اركب .فلما ركب الحصان قال ماذاتقول
فقال :

أنا ابن الفلان          إذا تعلويت الحصان
أنا اخذ محقاتي وانا اعمل في الصلب

فقال ابن دحمان له كما قال لابنه الاول ثم انزله
ثم امر الابن الثالث وهو الاصغر بان يركب الحصان
فقال له ماذا تقول:
فقال:

أنا ابن الفلان           إذا تعلويت الحصان
اهب من حلالي دون مالي
ونسمعها ولا كني دريت

فنزع ابن دحمان الخاتم من اصبعه والبسه في اصبع ابنه الاصغر .وجعله شيخا ,وقال اما انت يعني ابنه الاكبر تقول انك
تاخذ حقك باقذال الرماح(بالقوه) فقدامك رجال ادهى منك فلا تستهين بالرجال.
واما انت أي الابن الثاني فلو عملت في الصلب (وهويقصد ايضا اخذ حقه بالقوه ) انكسرت لومتك وهي اداه كانت تستخدم
لحرث المزارع سابقا وتصنع من الخشب .

وقد قيل ان هذه القصه نقلت عن حميد بن منصور والله اعلم...

ومن أبيات ابن دحمان يقول:

يقول ابن دحمان ماخس منها
إذا انشتر الغرب والثور عارة.

ومعنى البيت إن من سوء  الحظ أن تجتمع على الرجل مصيبتين في وقت واحد . والغرب هو عباره عن اداه تستخدم كوعاء للماء ويصنع من الجلد .
ومن قصائده وصية لابنه، قالها بعد أن تقدم به السن وأصبحت زوجة ابنه تقدم له الأكل وكانه احس انها تتضجر منه ومن خدمته :

يقول بن دحمان من بات طرفه
مع ولده بات ليله زفيرا
وله حرمة(ن) لا دنينا لزاد(ن)
إلا عينها مثل عين النظيرا
تقول إن ذا الكهل ما عاد يشبع
بلى الله بطنه برمح مطيرا
تقول إن ذا الكهل ما عاد يشبع
وقد هو كما حاذف(ن) في جفيرا
فأنا أوصيك يا ولدي ضم حقك
ترى هو يغانيك مال(ن) كثيرا
ويمنعك من جهمة(ن) عند ناس(ن)
يصكون في الوجه باب حصيرا

كما يقال أن والد بن دحمان افتقر في اخر حياته حتى انه رهن جميع مزارعه وكان يوصي ولده بن دحمان قبل وفاته يقول ياولدي اذا ضاقت بك الحيل ولم تجد من يؤازرك  ويقف الى جانبك فذهب الى تلك الغرفه فقد ربط فيها حبل بالسقف فلفه على عنقك واشنق نفسك . ثم مات ابوه وجميع املاكهم مرهونه .لدى الديانه. خرج بن دحمان من بيته لايملك شيئا هام على وجهه لايعرف اين يذهب وكان يبيت عند انسابه الذين هم ازواج اخواته ومرت سنين وشهور وابن دحمان لا يزال على وضعه بدأ وشعر أن أقاربه بدأوا يملون منه ومن خدمته , تركهم وذهب لايدري اين يتجه ثم تذكر وصية والده فاتجه الى بيته قاصدا تلك الغرفه لف الحبل على عنقه ليشنق نفسه وحين ربط الحبل حول عنقه و رمى بنفسه وقع من السقف أمامه(قمانه) وهي كيس توضع فيه النقودقديما فتحه فإذا هو مليء بالمال حيث ان والده قد ربط الحبل بكيس النقود حيث اذا تم سحبه تنزل النقود وتلك حكمة قليل من يفطن لها حيث اراد ان يعطي ابنه درسا في اهمية حفظ المال وانه لن يأتي بسهوله فلو انه  اخبره بمكان المال حين وفاته لكان من الممكن ان يضيعه في اللهو والعبث  اخذ ابن دحمان المال وذهب الى جماعته الذين  كان والده مديون  لهم واعطاهم اموالهم وقضى دينه واستعاد (بلاده) ومزارعه وعاد اليه الغنى بفضل الله ثم بفضل حكمة والده.

ومما بلغنا ايضا عن بن دحمان انه مر عليهم (سنه)من الجدب والقحط والفاقه حتى ماتت الحلال ومن ضمنها الثور الذي
كان يستخدمه لحرث مزارعه وكانوا قديما اذا اتاهم الجدب في السراة نزلو تهامه والعكس فعزم بن دحمان على النزول الى صديق له في تهامه ليتسلف منه وكا يقصد (ثلوث المنظر) وهي احدى بلاد بني شهر تهامه وصل بن دحمان الى صديقه الشهري ولكن للأسف كان القحط والجدب تلك السنه عام للسراه وتهامه عقدوا العزم على الاتجاه الى محايل حيث قصدوا (بن امخالد) وكان احد مشايخ محايل المعروفين بالكرم إلا ان محايل ايضا تشكو حينها قلة الامطار والجدب اجتمعوا الثلاثه وقالوا (مالنا الا الله سبحانه ثم (ابن امزليل )في قنا اتجهوا اليه و  (بن امزليل) احد مشايخ قنا وكان مشتهرا بالكرم والشهامه والغنى رغم صغر سنه.
وصل الثلاثه اليه بن دحمان والشهري وابن امخالد  وحين رأوه استغربوا فهو لازال صغيرا في السن و لم يظهر عليه لا شارب ولا لحيه , كانت قنا حينها تنعم بالخير والامطار .
تقدم بن دحمان وخاطب بن امزليل قائلا:

انا يابن امزليل معي بلاد(ن)               وكان معي لها ثور فمات
وشربت من غروب للثريا                  فطار النوم من عيني وفات
بلاد(ن) عيشة السفهان منها               وعيشه   لليتامى  والبنات
هوانت بن امزليل اللي يطرى            فلا ارى بعارضك النبات
هوانت بن امزليل اللي يطرى            فلا لحيه ولا شارب نبات

فقال بن امزليل

انا ابن الزليل اللي يطرى            فاهلا وسهلا مئات في مئات
انا ابن الزليل اللي يطرى            فبشر  ياصحيبي  با لثبات
اذ شب الفتى عشرين عاما           ولم ينطح وجيه  المكربات
فلا تفرح به ان قيل حيا            ولا تبكى عليه ان قيل مات

في الليل ضيفان وفي الصبح الثبات


واكرمهم غاية الاكرام وبعد أن اقام لهم واجب الضيافه سمع طلبهم ولباه في الحال وزادهم وعاد كل واحد منهم الى دياره .

لا انسى ان اشكر الاخوان في منتدى بللحمر ومنتدى رجال الحجر ومنتدى قنا...

هناك 6 تعليقات:

  1. ياسر الأحمري6 أغسطس 2011 في 4:50 م

    أشكرك يا أبا فراس على السرد الرائع و التوثيق

    الجميل , قصص ممتعة و أبيات رسخت في الذاكرة

    و تناقلها الرواة .. بانتظار جديدك

    لك كل التقدير

    ردحذف
  2. الأبيات حسب ما سمعتها من الوالد والا جداد.
    الا يابر امزليل معي بلادن وكان معي لها ثورن فمات
    وشربت في موارد الثريا وظل النوم في عيني وبات
    الا يابر امزليل احسبك شايب وثارك ملتقي العارضات
    وشيب الرجل فيه فخرن لمن يعرف بفعل المكرمات
    ور ابر مزليل.
    الا يا ذا الغريب تهنا نومك فهي ما تصبح الا طيبات
    وانا بارفدك من عندي بثورن من الدهم الزيان المدربات
    واذا شب الفتى عشرين عامن ولم ينطح جميع المكربات
    فلا تفرح متى ما قيل حي ولا تحزن متى ما قيل مات

    ردحذف
  3. شاعر حكيم رحمة الله عليه
    وفي بيت يردده الوالد دايم الله يحفظه ويقول فيه
    يقول ابن دحمان كم من هدبّا *** الى شبع بطنه يقول زوجوني
    ومايدري ان النساء حمل بطحا *** من شلهن لم يقل اعقبوني

    ردحذف
  4. اذا بلغ الفتى عشرين عاما ولم يجلي جميع المكربات
    فلايفرح ان قيل حي ولايبكى عليه ان قيل مات

    ردحذف
  5. كلام جميل وقصيده وقصه جميله

    ردحذف
  6. رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة جميعاً يارب العالمين.

    ردحذف